21/10/11

تعددت الجارات والزوج واحد


سامر الشريف

رجلان بزيّ البلدية يسيران في شارع صلاح الدين، وفي يديهما دفاتر تحرير المخالفات.. على جانبي الشارع سيارات تصطف بانتظام، بمعدل سيارة كل خمس دقائق، كانت حركة الشارع، المياه تتدفق من بعض المحلات المفتوحة، إلى الرصيف والشارع، وتلحق الماء قشاطة في يد صاحب المحل، الذي ينظر يمنة ويساراً كلما أطلّ رأسه من الباب، بحثاً عن الزبون الأخير.
 الساعة السادسة مساءً، في أول فصل الخريف، يفصلنا أقل من عشرين يوما عن عيد الأضحى، وأضواء الشارع الصفراء حلّت محل ضوء الشمس، شاب يسير سريعاً إلى العمل في الشارع، وفتاة شقراء أجنبية تتسكع في القدس مساءً، الضوء الأبيض يأتي من المحلات التي ما زالت مفتوحة، أصحابها يصلون المغرب قبل إغلاق المحل، أو ينظفون ما خلفه زبائن النهار.
في المقابل رجل آخر يرتدي فيست صفراء كتب على ظهرها Police، ظهره محني للأمام قليلاً، يدخن كل خمس دقائق سيجارة، (يكزدر) في شارع ركب في رام الله يراقب ازدحام الناس، ويسأل من يخالف القانون، لماذا؟، و(تطولش)!، ويسلّم على زميله ، كلما التقاه يسير على الجهة الأخرى من الشارع.

الساعة السادسة مساءً، في أول فصل الخريف، يفصلنا أقل من عشرين يوما عن عيد الأضحي، وأضواء الشارع الجديدة حلّت محل القديمة، وكذلك لافتات المحلات الخفيفة والراقية والملتصقة بالحائط، حلّت محل اللافتات القديمة التي تطير في الهواء فوق الرصيف، عائلات تتسوّق، فتاة قروية بحجاب ولباس ضيق، تتأبط يد عريسها وتراقب نظرات الناس لهم، شابان ببناطيل من نوع (باجي) يتكلمون العربية المكسّرة، ويبتاعون بعض الملابس الجديدة، قبل مغادرتهم للدراسة في الخارج، والرجل العجوز ما زال جالساً يعزف، لا يهمه البيع، إنما الاستمتاع بخياله.
  

Nessun commento:

Posta un commento